Wednesday, February 18, 2009

دبلة الخطوبة





قبل حفل خطوبتنا بأيام ذهبنا سوياً لشراء الدبل . كنت أُخرِج دبلتي من العلبة كل يوم لأجربها في يدي ؛ كانت لامعة وأنيقة و تحمل إسمك علي جدارها الملامس لإصبعي . كانت ماما تقول لي :"بلاش تلبسيها إلا لما هو يلبسهالك." و لكني كنت أحب النظر إليها و تخيل لحظة أن تلبسني إياها و كيف سأعتاد علي وجودها الدائم حول إصبعي . جاء يوم الخطوبة و ألبستني إياها و ألبستك دبلتك التي تحمل إسمي بدورها . تُعجبني فكرة أن يحمل كلٌ منا إسم الآخر معه طوال الوقت .
في البداية كنت أستغرب وجودها الذي لابد أن يكون مستمر في يدي و في الحقيقة كانت تضايقني لأنني لم أكن معتادة علي ارتداء خاتم بيدي اليمني ؛ كانت تؤلمني عندما أكتب و عند النوم كنت أشعر أنها تخنق اصبعي و لكني كنت أدرك أنها مسألة وقت و سوف أعتاد عليها كما كنت أخبرك عندما لا تكف عن خلع دبلتك و ارتداءها مجدداً متعللاً بأنها تزعجك. كنت أحافظ عليها من أي خدش و أحاول أن أحافظ علي لمعانها . عندما خُدشَت أول مرة حزنت كثيراً . الآن و بعد حوالي ثمانية أشهر أمضتهم حول اصبعي أصبح بها بعض الخدوش و انطفأ لمعانها قليلاً فهي لا تعود إلي لمعانها الأصلي إلا بعد غسلها بالماء و الصابون . رغم ذلك أصبحت علاقتي التي تكونت منذ اليوم الأول بها أقوي و أعمق. أحب وجودها بيدي و أحب أن يراها الناس و أحب إسمك عليها الذي لا يراه غيري . أحياناً أسأل نفسي هل كنت سوف أحبها هكذا لو كانت لغيرك؟ و هل أصلاً كان من الممكن أن تحمل إسماً آخر؟

كم من مرة أغضبتني فأظل أنظر إليها بغضب و كأنني أعاقبها بسببك ، و في مرات تشاجرنا فيها بشدة كنت أقوم بخلعها ثم أظل أنظر إليها بحنق و بعد لحظات أهدأ ثم أمد يدي و أرتديها من جديد . و كم مرة كانت تغمرني حالة حبك فأقبلها . و كم مرة كنت قلقة عليك و أنت لا تجيب هاتفك فأظل أنظر إليها بقلق و أسألها عنك . أصبحت الآن عندما أخلعها لغسل يدي و أنساها أشعر و كأن اصبع مني ناقص.

دبلتك في اصبعي هي أنت في قلبي؛ أصبحت لا أستطيع العيش بدونها.