12 يوماً هناك كانوا كفيلين بأن يغيروا نظرتي للأمور و يجعلوني أشعر بكل هذا التيه فابدأ رحلة البحث عن نفسي من جديد. وضعوني تحت طائلة التساؤلات عن صحة إعتقاداتي و قيمة ما تحتويه حياتي.
منذ الساعات الأولي من وصولي هناك أصبحت عودتي ثانيةً إلي بيتي حلماً أتوق لأن يتحقق.
لفترة من حياتي كان ذاك البيت بيتي الذي كنت لا أرتاح إلا فيه. أثناء الأيام الماضية كنت أتجول بين أركانه مستحضرةً ذكريات طفولتي و أيام ثانوي التي قضيتها هناك بين أحضان أبي و أمي أنعم بأمانٍ تام. أحب هذا الشعور كثيراً؛ شعور كطفلة تحتاج من يراعيها و لا يكبدها عناء شئ فلا يبقي لها مسئولية تتحملها سوي أن تظل بخير. كيف يمكن أن تُحول كل هذه المشاعر من أمانٍ و استقرارٍ و انتماء إلي شعورٍ موحش بالغربة و الاختناق بين أركان البيت نفسه؟!
لا تسألني لماذا أنا علي هذا الحال الآن, فأنا لا أدري. كل ما أعلمه أنني بحاجة ماسة إلي فترةٍ –تطول أو تقصر- من النقاهة بعد هذا القدر من الاستهلاك العاطفي. لست قادرةً علي التحدث و التعبير عما أشعر به فشعوري لا زال تحت التصنيف.. لم أحدده بعد ؛ حتي أنني عانيت كثيراً حتي أُخرج هذه الحروف إلي الأوراق و سوف تعاني أنت أيضاً في محاولة للخروج بأي معاني منها.
أشعر بإفتقاد كبير لنفسي. لم أعد أدرك ماذا أرغب. فَقَدَت الأشياء نكهتها التي كنت أحسها من ذي قبل . لم تعد - مثلا -ً القراءة تستهويني , لم يعد الخروج مع الأقارب يبهجني , لم تعد كلماتك تُحدث داخلي نفس الرعشة التي عهدتها , لم يعد لفنجان الشاي في الصباح مذاقه المميز.. حتي أن الدموع قد استعصت علي عيني.
أعلم أنه يجب لهذه الأشياء أن تعود لسابق شأنها؛ و أنا في انتظار أن يحدث ذلك .. أرجو ألا تستغرق طويلاً حتي تفعل.
كم أحتاج إلي حضنٍ دافئ يضمني و ينتشلني مما أنا فيه ليضيئ من جديد داخلي ذلك المصباح الذي ما كان ينطفئ أبداً.
عُدت و لم أصبح سعيدة , لماذا؟ أريد أن أستريح فقط . أريد أن أستعيد قدرتي أن أسترق لحظات من الزمان أسند فيها ظهري و أفعل شيئاً أحب فعله؛ أتناول فنجاناً من الشاي , أقرأ كتاباً أختاره مناسباً لحالتي المزاجية , أتبادل أطراف الحديث معك..
في أوج رحلة إعادة حساباتي جئت أنت لتأخذ دورك. كنت قد طلبت مِنِي أن أتخذ من سفري فرصةً للتفكير بصفاء بال دون مؤثرات ؛ و قد فعلت .
تلك الأيام ال 12 أرسخت بداخلي قيمةً لك و لكل من لهم وجود في حياتي. لم أكن أعلم أن لك تلك المساحة الشاسعة من قلبي . وجدت أنني أحب كل ما لمست به حياتي بنبل.
"إلي من علم بصفاء روحه جداول قلبي النقاء ....... !"
كنت قد أهديتك إياها بين نفسي و بيني منذ بضعة شهور و منعني خجلي أن أُطلعك عليها , و لكني الآن أريد أن أفك أسرها من بين ضلوعي فحسب.
Sunday, September 17, 2006
حمداً لله علي سلامتي
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment