Sunday, October 08, 2006

آه من الحب




في بعض اللحظات ينتابني التفكير أنه ربما من الأفضل العيش بدون أعِزاء. هكذا يكون الأمر أكثر سهولة مما يوفر علينا عناء التعاطف و التأثر بهم حفاظاً علي سلامة أعصابنا.

أثناء رحلة قطار الحياة يتوقف بنا بمحطات يقابلنا فيها بأشخاص يبدو بعدها أن شيئاً لن يعود كما كان. أشخاصٌ يطأون حياتنا ليتركوا بصمات عميقة لأقدامهم في قلوبنا. بعضهم يظلون بالقرب و يظل معهم داخلنا ذلك التوجس من غدر الحياة أن تفقدنا إياهم ؛ نستيقظ كل صباح نتحسس مكانهم , فإننا لن نتحمل فكرة فقدانهم بعد أن أسعدنا القدَر بهم. البعض الآخر يُرسي سفينته بميناءنا ثم يمضي مخلفاً وراءه لمسات تسوِِ لنا أموراً.

كل منا وُلد و وُلدت معه غريزة الحب ؛ الرغبة في أن نُحِب و نُحَب. في الغالب لا تخضع تلك الغريزة للسيطرة أو حتي مجرد التوجيه لاختيارنا , يبدو أنها ذبذبات تلتقي فتتجانس فحسب و لا نملك فيها دوراً . نظل نعمل علي أن نصنع من أنفسنا أشخاصاً يستحقون أن يُحَبوا, غير مدركين كم نبتلي من يحبنا!

إنها لأنانية كبيرة منا أن نطمع في ذلك القدر من الحب رغم تجاربنا بشأن رحيل من أحببنا من قبل , و لا نتهاون في ان نجعل الآخرين يتجرعون من الكأس ذاته دون شفقةٍ أو رحمةٍ.


لماذا لم نُخلق إما أن يحب كل ٍ منا الآخر و لا يفرق بيننا مُفرِق ؛ أو أن نكون جافين كالصحراء لا نبالي و ننجو من عنت الحب.
اللهم لا إعتراض!

1 comment:

محمود عزت said...

إحم !

الله لا إعتراض صحيح !

:)