كنت كسائر الأطفال أنبهرُ حينما أري طائرةً ورقية و أتمني أن أملك واحدة أطيِرُها في السماء . لم أكن أعلم تقنية فعل ذلك , كنت فقط أحملق في الفضاء طويلاً كلما رأيت واحدةً تتهادي مع نسمات الهواء . أحسدها لأنها تستطيع أن تُشاهد العالم من أعلي , و كنت أتساءل لماذا لا يمكنني أن أحلِق علي متْنِها لتريني العالم؟!
مرة وحيدة أحضر لي أبي طائرةً ورقية , لا أذكر كيف كان شكلها و لا أذكر إن كنت طلبتها منه أم أنه أحضرها لي من تلقاءِ نفسه . ما أذكره جيداً أنني كنت خائفة جداً عندما حملتها بين يديَ . حذرني أبي من أن خيطها رقيق و سهل أن ينقطع فعليَ أن أعاملها برفق . ثم تركني وحدي أتولي زمام طائرتي بأناملي الضعيفة . قمت بفك بكرة خيطها فحلَقت عالياً , و انشغلت بطرف الخيط الذي أحمله بيدي . و ما أن قررت رفع رأسي لأراقبها تتمايل فوق المباني – و كأنها سوف تعود لتأتي لي بالمشاهد التي سوف أراها غداً عندما ينْبُت لي جناحين أحلق بهما – حتي تسلل الخيط من بين أصابعي و فارقتني طائرتي , فعلمت أنها لن تعود !
أذكر أني وقتها شعرت بوخزٍ في صدري , و نظرت نظرةً أخيرة إلي طائرتي أمقتُها , ثم مضيت باتجاه أبي أخشي أن يعاتبني لأنني لم أحافظ علي هديته لي , و لكنه لم يذكر الأمر . خبأتُ كفي في كفه الدافئ و مشيت بجواره .
Friday, December 29, 2006
طيَارَة ورق
Friday, December 22, 2006
طريق مسدود
وصلت الحياة بيننا إلي طريقٍ مسدود و لم يعد بإستطاعة كل منا أن يلملم أدراجه و يقوم ب "يو تيرن" لنعود من حيث أتينا .
كل منا أصبح ماضياً بطريقه وحده دون اكتراثٍ حقيقي للآخر فباتت طرقنا مختلفة ؛ رغم أننا نمضي بالمركب ذاته , فتمزق المركب مع أحبال الحوار و المودة و التفاهم بيننا.
بدأ الأمر عندما تحولت حياتنا إلي مجموعة من الروتينيات نؤديها كل يوم . نسينا أننا لا نحيا كي نؤديها و إنما نؤديها كي نحيا . حتي لحظاتنا الخاصة؛ كفنجان الشاي نحتسيه في الشرفة المطلة علي النيل نشاهد غروب الشمس ؛ أصبحت دون نكهة . كان علينا أن نُغيِر المشهد حين سئمناه , كان علي أحدنا أن يُحدِث بأنه صار مشهداً مملا .ً في خضم كل ما علينا القيام به و كل الضغوط التي وقعنا تحت أسرها تاهت المشاعر و لم نتدارك الأمر حتي فات الأوان .
لم تعد تُلاحظ عندما أكون حزينة , أو أنك تُلاحظ و لكنك لا تتحمل مواساة أحد و إن كنت أنا هو . و في المقابل أصبحت أصنع الشئ نفسه . تعود من الخارج آخر الليل منهكاً عابساً , فأدَعي أنني لا ألاحظ اغتمامك . أجهز لك العشاء - من باب أن أفعل ما عليَ فعله - بشكلٍ رتيب للغاية . تتناول طعامك بالرتابة ذاتها ثم تخلد للنوم .
نعود بذاكرتنا للوراء نسترجع عندما كانت للحظاتنا سويًا مذاقًا ساحرًا , و يتراكم داخل كل منا اللوم علي الآخر أنه هو المسئول. نُغلِق الأبواب علي ذلك اللوم و نتابع العيش تحسبًا لإنفجار وشيك أو أن يبقي الحال علي ما هو عليه.
هذا السيناريو ما لن أسمح إطلاقًا أن يحدث بيننا !
Friday, December 15, 2006
سؤال
سؤال يشغلني منذ أيام:
"ما الذي يجعلنا نصدق معجزات الخالق التي وردت بالقرآن دون أي شك في صحتها رغم أننا لم نشهدها؟!"
قبل ما حد يضرب- سؤالي ليس استنكارياً .. هو فقط تساؤل . فأنا مثلكم جميعاً خُلِقتْ علي الفطرة و رُبِِيتْ علي حب الله و رسوله و الوطن و الخير, و أصدق معجزات الله و لكني لا أدري لما .
ألتمس منكم إجابات شافية ؛ الهتافات ممنوعة !
Friday, December 08, 2006
الدنيا جميلة
مرة واحدة حسيت قد إيه الدنيا جميلة قوي . حتي الغلط فيها جميل لأنه من حقك تغلط . لما تعرف إن ربنا خلقنا بنغلط علشان نتأسف و نتوب يبقي الله علي ربنا !
لازم تعيش الدنيا بكل ما فيها من جد و هزار و فرح و ألم و غلط . حتي لو صحيت الصبح لقيت ناس قريبين عندهم مشاكل و ناس بتتخانق مع ناس .. أنا مش قلقانة علشان كده هم عايشين و غير كده الدنيا ما تتعاش.
حتي لما بزعل منك مابخافش علشان عارفة إنك هتيجي تصالحني و إني هانام و قلبي بيرقص و علشان أنا ما بزعلش منك بجد لأن أنت في علبة قطيفة جوه خزنة كبيرة (قطيفة برده) في حتة بعيدة جوه في قلبي و لا حتي أنت تقدر تقرب منها!
لما أصحي الصبح يوم الجمعة علي صوت ماما و أختي في الصالة عاملين الشاي و بيفطروا .. أقوم أبوسهم قبل ما أسرح شعري و نفطر سوا و نقعد نرغي ؛ أصلهم وحشوني قوي .. تبقي بجد الدنيا جميلة.
لما قبل ما أنام أقرا في كتابي اللي مستنيني علي مخدتي و ياخدني في دنيا تانية و أنام و أنا مبتسمة.
لما الشتا ييجي و المطرة تنزل تغسل القلوب و أحس بلسعة البرد في صوابعي و طرف مناخيري بس من جوايا الدفا طالع يدفي كل البردانين.
بحب في الشتا أشرب الميَه من التلاجة و أكل آيس كريم في الشارع و أخرج تحت المطرة . بعشق الشتا علشان فيه بحس إني أنا.
بعشق كمان ليل القاهرة علي النيل (في الشتا برده) و وشه بيلمع بنور المباني المعكوس عليه و الميَه رايحة جاية تجيبلي كلام و توديه . بعشقه علشان بيفكرني بيك!