Friday, December 29, 2006

طيَارَة ورق






كنت كسائر الأطفال أنبهرُ حينما أري طائرةً ورقية و أتمني أن أملك واحدة أطيِرُها في السماء . لم أكن أعلم تقنية فعل ذلك , كنت فقط أحملق في الفضاء طويلاً كلما رأيت واحدةً تتهادي مع نسمات الهواء . أحسدها لأنها تستطيع أن تُشاهد العالم من أعلي , و كنت أتساءل لماذا لا يمكنني أن أحلِق علي متْنِها لتريني العالم؟!

مرة وحيدة أحضر لي أبي طائرةً ورقية , لا أذكر كيف كان شكلها و لا أذكر إن كنت طلبتها منه أم أنه أحضرها لي من تلقاءِ نفسه . ما أذكره جيداً أنني كنت خائفة جداً عندما حملتها بين يديَ . حذرني أبي من أن خيطها رقيق و سهل أن ينقطع فعليَ أن أعاملها برفق . ثم تركني وحدي أتولي زمام طائرتي بأناملي الضعيفة . قمت بفك بكرة خيطها فحلَقت عالياً , و انشغلت بطرف الخيط الذي أحمله بيدي . و ما أن قررت رفع رأسي لأراقبها تتمايل فوق المباني – و كأنها سوف تعود لتأتي لي بالمشاهد التي سوف أراها غداً عندما ينْبُت لي جناحين أحلق بهما – حتي تسلل الخيط من بين أصابعي و فارقتني طائرتي , فعلمت أنها لن تعود !

أذكر أني وقتها شعرت بوخزٍ في صدري , و نظرت نظرةً أخيرة إلي طائرتي أمقتُها , ثم مضيت باتجاه أبي أخشي أن يعاتبني لأنني لم أحافظ علي هديته لي , و لكنه لم يذكر الأمر . خبأتُ كفي في كفه الدافئ و مشيت بجواره .



4 comments:

ahmad said...

جميل
:)

radwa osama said...

فكرتيني بطيارتي الورق واللي كان حلمي وقتها يشبه حلمك ، وكان لونها احمر وبرضه تسلل الخيط من يدي في محاوله لتتبع مسارها ..كتابتك دافيه قوي

bani-adam said...

استوقفتني قوي جمله "و نظرت نظرةً أخيرة إلي طائرتي أمقتُها",ليه فعلا الواحد بيكره حاجة بيحبها لو ضاعت من ايده او معرفش يوصلها,هل عشان يداري احساسه الشخصي بالاحباط.
عجبني قوي البوست و إلي الامام.

محمود عزت said...

أنا برضه مش بيعرف أطير طيارات ورق
ولا بعرف أسوق عجل
ولا بعرف ألعب نحلة
ولا لعبت بلي و لا أولة
أنا طفل بائس